16 - 08 - 2024

تعا اشرب شاي| كيف تقنع ملحدا ان يظل كذلك

تعا اشرب شاي| كيف تقنع ملحدا ان يظل كذلك

تعد وسائل الإعلام مصدرا مهما من مصادر التوجيه والتثقيف فى اى مجتمع وهى ذات تأثير كبير فى جماهير المتلقين.

لذلك فقد تابعت فى الاونة الاخيرة المبادرات الاعلامية الناجحة التى قامت بالتصدى لظاهرة الالحاد التى روج لها بعض الفسدة ووقع ضحية لهم للاسف بعض الشباب الذين ربما ساعدتهم ظروفهم على الوقوع فى تلك الهاوية، اكثر ما لفت انتباهى هو هذا الوعى و الثقافة وسعة الصدر التى تحلى بها المتصدرون من الإعلاميين ورجال الدين لتلك الظاهرة المؤسفة، كان من حظى ان صادفت برنامجين يدوران حول هذا الموضوع .

البرنامج الأول كان لمذيع يظهر للمتلقى دون عناء أنه أول من اكتشف العجل مخبى إبنه فين؟

كان يستضيف شابا ملحدا وأحد الشيوخ ، ولا ادرى لم استضافهما على وجه التحديد؟ حتى استنتجت أنه قد فعل هذا على سبيل الونس، او ربما لكسر الملل ، بدلا من أن يستمر فى الحديث فتأخذه غفوة من نوم .

بعد أن أقر الشاب أنه ملحد ، راح ينظر إليه وعيناه تقدحان شررا: إياك تعيد الكلام اللى قلتله ، واستغفر ربنا ياكافر.

الشاب ولسان حاله يقول أستغفره إزاى وأنا مش مؤمن بيه أصلا يا فطن!! : يا فندم.

المذيع وهو يعلو ويهبط على الكرسى ككرة كفر: إخرس خالص، أنا ماسمحتش لك بالكلام.

الشيخ مقاطعا المذيع: يا أستاذ انا ليا ملاحظة.

يستمر المذيع وقد بدا أنه لم يسمع الشيخ : إنت بتستهبل !!! يعنى إيه مفيش إله!!

الشاب على استحياء : يا فندم حسب النظرية العلمية.

المذيع مقاطعا وقد جن جنونه : نظرية يا ماجن !!! علمية دى تبقى خالتك، تفهم ايه انت فى العلم يا فسل؟

الشاب بتردد: أنا درست فى ال

المذيع بسخرية: درست!! جاك خلع درسك يا بعيد، إنت اللى زيك خسارة فيه اللقمة والمية والشاى والنسكافيه والموكا.

الشيخ : أنا بس عايز اقو.....

المذيع : يا مولانا دا ولد قليل الأدب ، أنا أقسم بالله لو أعرف إنى حاقابل الكافر دا ما كنت جيت .

الشاب : يا فندم أنا عايز أقول لحضرتك......

المذيع مقاطعا: إنت مش من حقك تقول حاجة أصلا، فين التربية ؟ فين الأخلاق؟ فين الدين ؟ فين الكاميرا؟ إحم اقصد فين أهلك.

الشيخ ملطفا: أنا عايز أقول لحضرتك أنا مل

المذيع مقاطعا بإنهيار: يا نهار ازرق!! هو أقنعك ولا إيه؟ إنت كمان بقيت ملحد يا مولانا؟!! لا حول ولا قوة إلا بالله.

الشيخ مذعورا: يابنى أنا ماكملتش كلمتى باقول أنا ملزم أعقله.

المذيع ساخرا: دا ما يستاهلش عطف حضرتك ولا عطفى ولا عطف ماما نجوى ولا عطفة خوخة.

الشيخ موجها كلامه للشاب: بص يابنى إنت تطلع من هنا على دكتور نفسى يشوفك.

المذيع : المهم يغور من وشى وخلاص .

مخرج البرنامج يقطع وجبته فى البلاتوه ويضع طبق الكشرى جانبا ويهمس فى السماعة للمذيع : ممتاز، إعلى اكتر.

المذيع مستجيبا بحماس زائد: يلا ياض من هنا ، عالنار حدف بإذن الله.

البرنامج الاخر كان لمذيعة شابة متنورة، واسعة الصدر، غزيرة المعلومات، موفورة الثقافة .

استهلت البرنامج بابتسامة هادئة : اليوم أعزائى المشاهدين ، حنقابل شاب ضحية حاناقشه بمنتهى الإحترام والهدوء ، للأسف وقع فى هاوية الإلحاد ، وإحنا بدورنا استضفناه لنحاوره بالعقل والحجة والمنطق، ثم قالت ملتفتة إلى الشاب بلطف: إنت إيه اللى وصلك للنتيجة دى؟

الشاب ببؤس : لانآآ  مفيش عدل فى الدنيا ، يبقى إزاى فيه إله!!

المذيعة وقد تحولت فجأة لشخصية "الاذر ماذر"الكرتونية وبدأت فى وصلة ردح وفرش الملايات والمفارش والستاير ....الخ، للامانة لم تبق على شئ إلا وفرشته فى الاستديو ، ثم أنهت الحوار بلباقة تحسد عليها : يلا غور فى ستين داهية، وبعد كدة نرجع نقول الخراب جاى منين!! ماهو من أشكالكم ، يا حثالة يا بوز الإخص!!

السؤال الذى يفرض نفسه وأمه وأبوه وعائلته كلها هنا هو : لم سمح هؤلاء المذيعون البشوشون لضيوفهم بمغادرة الاستديو على هذا النحو ولم يعلقوهم كالذبائح فى السقف حتى الموت؟

هل يظن هؤلاء المتنورون أن لهم فضلا فى هداية انفسهم!! الحمد لله أن العالم الجليل د. مصطفى محمود لمآآ  يقابل أحدهم فى مرحلة الشك وإلا لختم حياته يغنى نحن غرابا عك عك .

"ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك" صدق الله العظيم .... عفوا، ما هكذا تورد الإبل يا سادة .